تمثل الأمراض المزمنة عبئا صحيا كبيرا على عدد لابأس به من الناس ، ويقصد بالأمراض المزمنة تلك الأمراض التى لاعلاج نهائى لها ، ويقتصر التعامل الطبى معها على تحجيم الأعراض وتجنب حدوث المضاعفات ، ويتم ذلك الأمر من خلال إتباع نمط غذائى ودوائى صارم لايحيد عنه المريض أبدا مهما كانت المبررات ، وهو مايؤثر على الحياة العامة والإجتماعية للمريض على نحو سلبى .
ويلاحظ أن الأمراض المزمنة عادة ماتنشأ نتيجة لوجود خلل وظيفى بأحد الأعضاء الحيوية الهامة بالجسم ، كما فى أمراض القلب كإرتفاع ضغط الدم المزمن والأزمات القلبية ( التى تؤثر على القلب ) ، علاوة على أمراض الفشل الكلوى ( التى تؤثر على الكليتين ) ومرض السكرى ( الذى يؤثر على خلايا جزر لانجرهانز الموجودة بغدة البنكرياس ) .. إلخ . لذا ومع ما إستجد من علوم طبية حديثة أمكن علاج هذه الأمراض المزمنة من خلال مايعرف بإسم تقنية زراعة الأعضاء ، والتى فيها يتم إستبدال العضو التالف بآخر سليم من شخص آخر .
وقد يظن البعض أن زراعة الأعضاء هى نهاية المطاف والحل الأمثل لمشكلة الأمراض المزمنة التى إنتشرت مؤخرا على نحو لافت ، لكن للأسف فإن زراعة الأعضاء قد تتضمن بعض التعقيدات الصحية والتأثيرات الجانبية المحتملة ، مثل رفض الجسم لهذا العضو الجديد بإعتباره جسم غريب ، ناهيك عن مسألة الجدل الأخلاقى والدينى المحيط بهذه المسألة ، وهو مايعيدنا فى مسألة علاج الأمراض المزمنة إلى نقطة البداية مرة أخرى .
ولأن الحاجة أم الإختراع فإن الدراسات والأبحاث الطبية ظلت تبحث عن تقنية علاجية جديدة يمكن من خلالها علاج هذه الأمراض المزمنة على نحو جذرى ، ومن هنا ظهرت تلك التقنية المدهشة التى فتحت أفاقا علاجية متعددة وواعدة ، والتى تعرف بإسم تقنية الخلايا الجذعية .
ماهى الخلايا الجذعية ؟
لتوضيح ماهية الخلايا الجذعية لابد أولا أن نتناول بالدراسة والتحليل معجزة خلق الإنسان وتكوينه جنينيا داخل رحم أمه ، إذ لابد أن نشير إلى أن الجنين يتكون فى بادئ الأمر نتيجة لإندماج الأمشاج المذكرة ( الحيوانات المنوية ) مع الأمشاج المؤنثة ( البويضة ) ، حيث يقوم حيوان منوى واحد بإخصاب بويضة واحدة لينتج عنها مايعرف بإسم اللاقحة أو الزيجوت ، هذا الزيجوت يتعرض لمجموعة من الإنقسامات الخلوية المتعددة ( إنقسامات ميوزية & ميتوزية ) ، لتتكون اللاقحة فى نهاية المطاف من خلايا تعرف بإسم الخلايا الجذعية ، هذه الخلايا المدهشة تتكاثر على نحو سريع من خلال مجموعة أخرى من الإنقسامات الخلوية لتتمايز فيما بعد وتتحول إلى أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة كالمخ والقلب والكبد .. إلخ .
إذن وبناء على ماسبق يمكننا الجزم بأن الخلايا الجذعية تمتلك صفتين فريدتين من نوعهما ، وهما أنها ذات قدرة مدهشة وسريعة على الإنقسام والتكاثر ، فضلا عن أن الخلايا الجذعية يمكنها أن تتحول إلى أنسجة وأعضاء كاملة ، وهو مايفتح الباب على مصراعيه لإنتاج أنسجة وأعضاء بشرية يمكن إستخدامها كبديل فى حالات الأمراض المزمنة .
كيف يتم الحصول على الخلايا الجذعية ؟
لعل هذا السؤال كان الشغل الشاغل للباحثين عند التوصل إلى ماهية الخلايا الجذعية وقدرتها الفريدة على التكاثر والتمايز لاحقا إلى أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة ، لكن مع مزيد من البحث والتدقيق توصل العلماء إلى أن الخلايا الجذعية لايقتصر وجودها فى الأجنة فحسب ، بل إنها توجد كجزء حيوى وأساسى فى خلايا الشخص البالغ ، حيث توجد بنسب متفاوتة فى أنسجة الجسم وأعضائه كالجلد والمخ والكبد والعضلات والعظام .. إلخ ، وهو ما أسماه العلماء بإسم الخلايا الجذعية البالغة ، حيث تحظى هذه الخلايا بأهمية بالغة ، حيث تعمل على تجديد خلايا العضو ومن ثم الحفاظ على كفائته الوظيفية ، فعلى سبيل المثال يلاحظ أن الخلايا الجذعية البالغة الموجودة بالكبد تعمل على تجديد خلايا الكبد من خلال إستبدال الخلايا التالفة بأخرى جديدة ، فى حين أن الخلايا الجذعية البالغة الموجودة بالجلد تنشط فى حالات الجروح حيث تعمل على إلتئام الجرح من خلال تكوين خلايا جلدية جديدة ، ويسرى نفس الأمر على كافة أعضاء وأنسجة الجسم بشكل عام .
أنواع الخلايا الجذعية :
تنقسم الخلايا الجذعية إلى نوعين أساسيين ، وهما :
· الخلايا الجذعية الجنينية :
وتعرف أيضا بإسم الخلايا الجذعية الأولية ، وهى الخلايا التى يتكون منها الزيجوت ( اللاقحة ) الناشئة من إندماج الحيوان المنوى مع البويضة ، ويتميز هذا النوع من الخلايا الجذعية بأنه يمر بمرحلة التكاثر والإنقسامات الخلوية على نحو أسرع مقارنة بالخلايا الجذعية البالغة ، كما أن هذه الخلايا يمكنها التمايز والتحول إلى كافة أعضاء وأنسجة الجسم .
ويعزى سبب هذا التميز والتفرد لهذه الخلايا سواء من حيث معدل التكاثر أو التمايز إلى أن الخلايا الجذعية الجنينية تقوم بإفراز إنزيم يسمى بإسم " إنزيم التيلوميريز " ، الذى يستحث الخلايا الجذعية الجنينية على خوض إنقسامات خلوية متتالية ، كما أنه يعمل على إطالة عمر هذه الخلايا ، فى حين أن الخلايا الجذعية البالغة تقوم بإفراز هذا الإنزيم بكميات محدودة جدا ، وعلى نحو متباعد .
· الخلايا الجذعية البالغة :
وتعرف أيضا بإسم الخلايا الجذعية الثانوية ، وتوجد فى أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة ، ويلاحظ أن وتيرة الإنقسام والتكاثر عادة ماتكون أبطأ مقارنة بالخلايا الجذعية الجنينية ، كما أن هذا النوع من الخلايا الجذعية يتسم بالتخصص ، فعلى سبيل المثال يلاحظ أن الخلايا الجذعية الموجودة بالمخ يقتصر تمايزها وتحولها على خلايا مخية فحسب ، فى حين أن الخلايا الجذعية الموجودة بالكبد يقتصر تمايزها وتحولها على خلايا كبدية فحسب .. وهكذا .
أيضا وعلى سياق متصل ، فقد لوحظ أن الخلايا الجذعية البالغة قد تحتوى على بعض العيوب أو الطفرات الجينية ، والتى تنشأ عادة نتيجة تعرضها لمؤثرات بيئية خارجية كالتلوث بمركبات الرصاص أو التعرض للإشعاع .. إلخ ، وعموما يجدر بنا الإشارة إلى أن محتوى الأنسجة من الخلايا الجذعية البالغة غالبا مايكون محدود ، وهو مايصعب من مهمة عزل وإستخلاص هذه الخلايا ، وماتزال الدراسات والأبحاث جارية على قدم وساق من أجل تطوير تقنيات عزل وإستخلاص الخلايا الجذعية البالغة ، تمهيدا لإستخدامها فى العديد من المجالات الطبية .
لذا وبناء على هذا الشرح المستفيض يمكننا الجزم بأن الخلايا الجذعية الجنينية أفضل فى خواصها من نظيرتها البالغة ، لذا فإن الدراسات والأبحاث الطبية القائمة حاليا تعكف على تطوير إستراتيجية جديدة توصل إليها العلماء مؤخرا ، وأطلقوا عليها إسم " إستراتيجية التمايز العكسى " ، والتى تهدف إلى تحويل الخلايا المتخصصة كخلايا الدم أو الكبد أو حتى المخ ، إلى خلايا جذعية غير متخصصة ( خلايا جذعية جنينية ) ، ومن ثم دفعها إلى خوض سلسلة من الإنقسامات الخلوية لتتحول وتتمايز لاحقا إلى أنسجة وأعضاء كاملة ، وهو مايفتح الباب على مصراعية لعلاج العديد من الأمراض المزمنة ، دون الحاجة إلى إجراء عمليات نقل وزراعة الأعضاء ، بما تتضمنه من مضاعفات وأعراض جانبية محتملة الحدوث .
إستخدامات وتطبيقات الخلايا الجذعية :
1. علاج أمراض القلب المزمنة : فى تجربة طبية رائدة اجريت فى أستراليا ، تم إستخدام الخلايا الجذعية لعلاج بعض الحالات المصابة بفشل القلب الوظيفى المزمن ، وتمت الإستعانة بهذه التقنية الجديدة نظرا لإستنفاذ كافة الخيارات العلاجية الدوائية أو الجراحية ، دون تحقيق أى نتائج إيجابية على المستوى الصحى للمرضى ، بل زادت حدة المرض وتفاقمت أعراضه ومضاعفاته لدرجة كادت أن تودى بحياة هؤلاء المرضى .
وقد تضمنت التجربة إستخلاص خلايا جذعية من النخاع العظمى الموجود بتجويف عظمة الورك ، ومن ثم حقن هذه الخلايا فى عضلة القلب ، والتى تقوم تلقائيا بالتمايز لتحل محل خلايا وأنسجة القلب التالفة ، وهو مايعزز من الكفاءة الوظيفية لعضلة القلب ، والوصول بها إلى مرحلة الشفاء والتعافى التام .
2. علاج حالات الشلل الناتجة عن الإصابات المباشرة للحبل الشوكى والعمود الفقرى : فى تجربة أخرى رائدة بألمانيا تم إستخلاص خلايا جذعية جنينية وحقنها فى الحبل الشوكى لمريض يعانى من الشلل الرباعى جراء تعرضه لحادث أليم ، وذلك كى تقوم الخلايا الجذعية الجنينية بالتمايز والتحول إلى خلايا عصبية أصلية ، فضلا عن إصلاح الخلايا العصبية التالفة الموجودة بالحبل الشوكى ، وهو مايفتح باب الأمل على مصراعيه لعلاج مثل هذه الحالات المستعصية من الشلل الرباعى .
وعلى الرغم من هذه الطفرة الغير مسبوقة ، إلا أن إجراء كهذا أثار مجددا الكثير من الجدل الدينى والأخلاقى إزاء هذه التقنية المدهشة ، حيث أن الحصول على خلايا جذعية جنينية يعنى وبكل بساطة قتل جنين لايتعدى عمره بضع أيام من المفترض أن يستكمل مراحل نموه على مدار تسعة أشهر فى رحم أمه ، تمهيدا لخروجه بعد ذلك إلى النور .
وللتغلب على هذه الحيثية بدأ العلماء فى إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث على تقنية التمايز العكسى التى أشرنا لها سابقا ، كما ذهب فريق آخر إلى دراسة ما أسموه بإسم ( تقنية الخلايا المحفزة ) ، حيث توصل هذا الفريق إلى إمكانية إستخلاص خلايا جذعية بالغة من مناطق معينة بالجلد ، هذه الخلايا أمكن تطويعها بإستخدام بعض المواد المحفزة لتشبه إلى حد كبير الخلايا الجذعية الجنينية ، سواء من حيث إمكانية التكاثر أو التمايز ، وهو مايعنى مثلا إمكانية إستخدام هذه التقنية للحصول على خلايا بنكرياسية من هذه الخلايا الجلدية .
3. الحصول على الدم من خلال الخلايا الجذعية الجنينية : إستكمالا لما سبق ، وبنفس الطريقة والإستراتيجية السابقة يمكن إستخدام الخلايا الجذعية الجنينية لإنتاج الدم بما يتضمنه من كرات دم حمراء وبيضاء ، فضلا عن الصفائح الدموية والبلازما ، وهو مايعنى القضاء على مشكلة نقص الدم أو أحد منتجاته ، وعلاج أمراض الدم بمختلف مسبباتها بكفاءة مدهشة .
ولايقتصر الحصول على الدم من الخلايا الجذعية الجنينية فحسب ، إذ يمكن الحصول عليه من خلال إستخلاص الخلايا الجذعية البالغة الموجودة فى نخاع العظم ( المصنع الرئيسى لإنتاج كرات الدم الحمراء ) ، وإن كانت هذه الطريقة أقل كفاءة من نظيرتها السابقة .
4. علاج الأورام السرطانية : أشارت دراسة طبية أجريت فى أحد المعاهد الألمانية المتخصصة إلى أن دماء الحبل السرى للمولود تحتوى على خلايا جذعية أصلية يمكنها علاج كافة الأورام السرطانية ، هذا الكشف دفع العديد من المؤسسات الطبية المتخصصة إلى إنشاء مشروع طبى جليل ، يهدف إلى حث الأبوين على الإهتمام بحفظ عينة من دماء الحبل السرى لأطفالهم فور ولادتهم ، ولاسيما أنه يتم تجميده فى النيتروجين ، ليظل صالحا لإستخدامه فى العديد من الأغراض العلاجية لمدة تقارب 20 – 25 عام .
ولاتقتصر الخلايا الجذعية الموجودة فى دماء الحبل السرى على علاج الأورام السرطانية فحسب ، إذ لوحظ أن هذه الخلايا ذات قدرة مدهشة على التمايز المتطابق لتصبح خلايا دموية أو قلبية ، وهو مايمكن اللجوء إليها فى حالة الحاجة إلى إجراء عملية نقل دم ، أو متى تعرض الشخص لأى مشكلة صحية تتعلق بالقلب .
5. إستخدام الخلايا الجذعية لعلاج مرض الشلل الرعاش ( داء باركنسون ) : يعانى مريض الشلل الرعاش من حركة لا إرادية مستمرة تظهر عادة فى أطرافه الأربعه ، والتى يعود سببها إلى وجود إختلالات وظيفية بخلايا المخ تؤثر على عملية إنتقال النبضات العصبية عبر هذه الخلايا ، وهو مايؤدى إلى إختلال كهربية المخ بوجه عام ، وقد ظل مرض الشلل الرعاش على مدار عقود من الأمراض المزمنة التى يستحيل الشفاء منها ، لكن مؤخرا ومع ظهور تقنية الخلايا الجذعية أصبح المستحيل أمرا ممكنا .
فمع إستخلاص بعض الخلايا الجذعية من النخاع العظمى ، وإعادة حقنها داخل خلايا المخ ، أمكن علاج هذه المشكلة على نحو جذرى ، إذ لوحظ أن الخلايا العصبية التالفة الموجودة بالمخ يتم إستبدالها على نحو متدرج بأخرى ذات قدرة توصيلية طبيعية ، وهو ما مهد إلى إصلاح كهربية المخ ، وتعزيز الكفاءة الوظيفية المتعلقة بنقل النبضات العصبية ، ومن ثم القضاء على الشلل الرعاش بصورة نهائية .
6. إستخدام الخلايا الجذعية فى علاج أمراض الكبد : منذ القدم إتفق الأطباء على أن مريض الكبد هو شخص محكوم عليه بالموت البطئ ، إذ أن تدهور وظائف الكبد عادة مايكون على نحو تدريجى ، وهو مايصيب المريض بالتسمم نظرا لعدم قدرة كبده على طرد سموم وفضلات الجسم ، وهو مايجعل من الموت أمرا حتميا فى نهاية المطاف .
لكن ومع تطور تقنية الخلايا الجذعية تمكن العلماء من إستخلاص خلايا جذعية أصلية من نخاع العظم ، وإعادة زراعتها لتتكاثر وتتمايز لاحقا لتتحول إلى كبد كامل ، وهو مايجعل من عمليات زراعة الكبد بما تتضمنه من مخاطرا أمرا من الماضى ، وتصبح تقنية الخلايا الجذعية هى أفضل وأنسب الحلول لعلاج حالات فشل الكبد الوظيفى .
7. إستخدام الخلايا الجذعية فى علاج داء السكرى : ينشأ مرض السكرى عادة نتيجة لوجود خلل وظيفى بخلايا جزر لانجرهانز الموجودة بالبنكرياس ، والمسئولة عن إفراز هرمون الإنسولين الذى يتولى عملية تنظيم سكر الجلوكوز بالدم ، لكن فى حالة وجود أى خلل بخلايا جزر لانجرهانز فإن هذا مايؤدى إلى الإصابة بمرض السكرى ، وهو مرض مزمن يستلزم إتخاذ تدابير دوائية وغذائية صارمة .
لكن ومع ظهور تقنية الخلايا الجذعية تمكن العلماء من إعادة تخليق وتصنيع خلايا جديدة من جزر لانجرهانز ، والتى يتم إستزراعها لتحل محل نظيرتها التالفة ، مما يعنى القضاء على مرض السكرى بصورة نهائية .
8. إستخدام الخلايا الجذعية فى مجال صناعة الأدوية : يمكن إستخدام الخلايا الجذعية كجزء اساسى فى عمليات الإختبار والفحص المعملى لتبين قوة التأثير الدوائى للعقاقير المختلفة ، علاوة على التعرف على أى أعراض جانبية محتملة قد يحدثها هذا العقار ، ومن ثم تقدير وتحديد كيفية التعامل مع مثل هذه الأعراض الجانبية .
وفى الختام .. تظل تقنية الخلايا الجذعية من الثورات الواعدة التى حظى بها الطب فى السنوات الأخيرة ، وعلى الرغم من كل ماتوصل إليه العلماء والأطباء فى هذا الشأن ، إلا أننا نؤكد على أن هذه التقنية مايزال أمامها الكثير والكثير لسبر كافة اغوارها وفهم كافة خواصها .
No comments
Post a Comment